تعتمد نظم التخطيط الأساسية للحدائق على نظامين أساسيين وهما التخطيط الهندسي المتناظر، والتخطيط الطبيعي الغير متناظر، وسنذكر لكم الآن المعلومات حول كل نظام بشكل مفصل، حيث الأول ينقسم إلى (التناظر المحوري، والتناظر الشعاعي أو الدائري)، ولكليهما عدة خصائص ومميزات سنذكرها إليكم بشيء من التفصيل.

1. التخطيط الهندسي المتناظر Formal Landscape

هو تخطيط للحدائق من صنع الإنسان، حيث يغلب عليه الأشكال الهندسية المتكررة، مما يشعرك بالتوازن والتناسق في الحديقة ككل، فالحديقة ذات الشكل الهندسي المتناظر متساوية ومتماثلة في جميع أجزائها، كما أن هناك نوعان للتناظر:

أولاً: التناظر المحوري

وبما أن التناظر بشكل عام يعتمد على التكرار، فعندما يختلف التكرار يختلف المسمى، أي عندما يكون التكرار على محو أساسي واحد يسمى عنها التناظر المحوري بالتناظر الثنائي لأني التكرار حدث لمرة واحدة، أما عندما يكون هناك محوران أساسيان، يسمى عنها التناظر المحوري بالتناظر الرباعي، وعندما تزيد عدد المحاور الفرعية المتعامدة على المحور الأصلي يسمى بالتناظر بالتضاعف أو المكرر، نظرا لكثرة عدد المحاور والتكرارات.

ونلاحظ في هذا النوع من التناظر -التناظر المحوري- أنه من تسميته يعتمد على المحاور، وفي الغالب يتوسط المحور الحديقة لقسمها إلى نصفين متساويين، أو أكثر من جزء متماثل، فالمحور هنا كالمرآة يعكس ما أمامه بكل تفاصيله، وفي الطبيعة يكون على هيئة إما (طريق- حوض ماء- شريط أخضر مسطح- … وهكذا)،

ومن مواصفاته أيضا أنه يكون واضح ومفتوح لخط البصر، هذا المحور الرئيسي يكون متعامد عليه أو موازي له محور فرعي واحد أو أكثر، ويمكن أن نفرق بين المحور الأساسي والفرعي عن طريق طول وعرض كل منهما، فمن البديهي أن طول وعرض المحور الرئيسي أكبر من الفرعي.

ثانياً: التناظر الشعاعي أو الدائري

ومن اسمه يعتمد على وجود أشعة تخرج من مركز، ذلك المركز إما دائري الشكل أو مستطيل أو مربع أو بيضاوي، أما عن المركز فيلزم أن يكون هو الأكثر بروزا في معالم الحديقة، وذلك باحتوائه على (نافورة أو تمثال أو حوض مياه أو حوض أزهار)،

كما يلزم عدة تفاصيل أخرى على الحديقة لكي ينطبق عليها ذلك التصميم، مثل أن يكون سطح الأرض الذي ستصمم عليه الحديقة مستوي وصغير المساحة، حتى يتمكن الناظر إليها أن يلتقط بنظره كافة أبعاد الحديقة، لذا فذلك التنسيق كما هو واضح يناسب الميادين العادية أو الغاطسة، لتتمكن من رؤيتها من فوق مبنى مرتفع.

تسمح في هذا النوع من التنسيق (التنسيق الشعاعي) بعمل رصف للطرق والمشايات باستخدام أساليب عدة كالبلاط أو الزلط الملون، وتلك الأشعة تنسق بأكثر من طريقة أيضا، فيمكن أن تنفذ على هيئة أشرطة خضراء على سطح الأرض، ومن حولها وأيضا في أطرافها حوض أو أحواض للزهور متفقة في التنسيق والشكل مع الأشعة.

يناسب هذا النوع من التنسيق أن ينفذ في كل من، على سبيل المثال (الحدائق المنزلية- وحدائق المباني العامة)، التي تهدف في الأساس إلى الوصول إلى المدخل وليس التنزه.

مميزات النظام الهندسي المتناظر

• خطوط مستقيمة بزاوية قائمة أو خطوط دائرية، حسب نوع التناظر كما سبق الذكر.
• من أوضح معالمها الطرق والمشايات، التي تتفق طولها وعرضها مع الحديقة، في نهايتها ذات مغزى كمقعد أو زهرية مبتعدة عن النوافذ.
• انتظام أحواض الأزهار مع المشايات.
• تزرع أشجار وشجريات وعشبيات منتظمة الشكل مثل (شجرة عيد الميلاد- الصنوبر- البومبكس- النخيل- التويا- المورايا- الكوكيا) على أبعاد متساوية.
• وضع التنسيق المناسب للسياج والأشجار بقصها لتتناسب مع الشكل الهندسي، لتصلح لكل من (الفيكس نيتدا- البتسبورم- الدورانتا- البوكسس).
• حديقة مستوية الأرض لتلتقطها العين بنظرة واحدة كلها، وتختص المحاور المتوازية عند وجود انحدار.
• وكمثال لهذا النوع من الحدائق (الأندلس بالقاهرة- أنطونيادس بالإسكندرية).

2. التخطيط الطبيعي الغير متناظر Natural Landscape

هو عكس الهندسي المتناظر، فهو هنا يحاكي الطبيعة، وجب فيها التوازن بين ما يزرع في الحديقة، وليس التكرار مثل التنسيق الهندسي، لذا يحتاج إلى مساحات حدائق واسعة وكبيرة التي بها المنحدرات الطبيعية، ووجود بجانبها باقي المظاهر الطبيعية مثل (الجبال- الأنهار- التلال- الغابات)، وعندما يختار المصمم هذا النوع من التخطيط في المدن فكما ذكرنا فإنه يراعي التوازن فيما يزرع بالحديقة من مجموعات النباتات المختلفة واستخدام الخطوط للربط بين أجزاء الحديقة الأخرى.

مميزات التنسيق الطبيعي غير المتناظر

• الأساس هنا في التصميم يترك حسب ما يتطلبه، حيث يجمع ما بين الخطوط المستقيمة والمنحنية، ليس الغرض منه الكشف عن نهايته أو الوصول سريعا إلى نهايته كالتخطيط الهندسي، ولكن الأهم وجود غرض من نهايته كمقعد أو تمثال.
• حرية زراعة النباتات وهي الأساس هنا في هذا النوع من التخطيط، بالتنويع بين الأشجار والشجريات والعشبيات باختلاف الألوان والأحجام معا.
• هو تصميم طبيعي لذا ليس من الطبيعي وجود مبني هندسي، بل تستخدم المواد الموجودة في الطبيعة للإنشاء مثل (جذع الأشجار- الصخور- الزلط الملون)، مع وجود طلاء هادئ مناسب مع الأشجار والشجيرات والمتسلقات.
• هذا النظام عكس الهندسي أيضا في أن الجوانب هي النقاط الرئيسية وليس الوسط.
• الحديقة ممزوجة معا بشكل طبيعي على مساحة خضراء كبيرة ومكشوفة.
• أحواض الأزهار وما بداخلها من أزهار هنا غير منتظمة في شكلها، وتتنوع بين الأشجار والشجيرات، ويترك كل منهما بدون قص، وعندما تجمع الحديقة بين كلا التخطيتين، يعمل السور في الحديقة الهندسية مع الأشجار المتشابكة على فصل كل منهما عن الآخر.

مما سبق نستنتج أن النظام الطبيعي يصعب تصميمه على عكس النظام الهندسي المتكرر المتوازن، فالأول يحتاج نظرة وخبرة ومهارة ومرونة، يظهر فيه ذوق المصمم وارتجاله، ومثال على هذا النوع (القناطر الخيرية- المنتزه بالإسكندرية- الحديقة اليابانية بحلوان)

3. التخطيط المزيج بين الهندسي والطبيعي Mixed Modern Landscape

وسمة هذا النوع من التخطيط هي البساطة الشديدة كما أنه لا يتقيد بقواعد التخطيط المذكورة كالتماثل ومحاور التنسيق، يتم توزيع النباتات فيه بأعداد محدودة مع التركيز على اختيار النباتات الفردية ذات الطابع التصوري الخاص.